Thursday, April 28, 2011

انا مسلمة ليبرالية وافتخر

اولا وقبل اى شىء اريد ان اوضح لمن لا يعرفنى أننى مسلمة متحجبة، واسلامى عن اقتناع .وسياسيا انا ليبرالية، فقد مررت بمراحل التساؤل عن الوجود والايمان بالله حتى وصلت لاقتناعى بالاسلام ، يعنى ذلك انى لما ولدت على دين ابى ،فلم استسلم لموروثى فقط
لقد قمت ببعض المناقشات عبر التويتربخصوص تدخل الدين فى السياسة وتسييس الدين وكيف كان بالدليل تأثير تسييس الدين فى الاستفتاء اولا بخوف المادة الثانية التى لم تكن فى مواد الاستفتاء اصلا مرارا بتكفير من يقول لا نهاية بغزوة الصناديق. بالاضافة الى ذلك فيجب التوضيح ان هذه المادة لم تتواجد من قديم الازل فى الدستور المصرى فقد كانت مادة مستجدة فى دستور 71
وفى أثناء مناقشاتى هناك من قال لى انه ليس سلفى ولا اخوان ولا ملتحى ولكنه يريد تطبيق شرع الله، هاجمنى باننى مدافعة عن الليبرالية بالرغم من وجود الشريعة المثلى الكاملة التى انزلها الله، فلماذا اريد لشريعة الله بديلا.
بالنسبة لى أرى  حقين أساسيين تؤيدهما الليبرالية. أن حق الترشح للرئاسة هو حق مكفول لكل مصرى (مسلم- مسيحى – رجل – أمرأة) واعتقد ان هذه النقطة مجال خلاف كبير خاصة مع المتحفظين (ولن اقول اسلاميين أو سلفيين لأن هناك طوائف ضد ترشح المراة مثلا وذلك مبنى على اساس مرجعية العادات والتقاليد)
هاجمنى البعض لدفاعى عن حق المسيحى فى الترشح للرئاسة لانه لا يجوز فى الشرع. ولكن على اى اساس؟ لقد نسى البعض اننا لسن فى عصر الخلافة ولا الولاية ولكن فى عصر الدولة المدنية والتى فيها رئاسة الدولة هى وظيفة مدنية محددة المدة كأى وظيفىة يكفلها الدستور (سواء للرجل أو المرأة مسلما كان أو مسيحى) فهى وظيفة تعتمد على الكفاءة وليست لها سلطات مطلقة بل تتعرض للمساءلة.
واعترض البعض على حق المرأة فى الرئاسة وتناسوا انه لا يوجد دليل واحد على حرمانية ذلك وحتى جميع الآراء دائما ما تقول "لا يجوز"، لكن هل هناك حد أو عقاب فى الدنيا أو فى الآخرة لتولى  امرأة للرئاسة؟ وقد قال لى البعض أن المجتمع المصري بطبيعته لن يقبل تول المرأة للرئاسة والرد هنا ان هناك فرق بين اننى أقول ان المجتمع لن يقبل وأن احجب هذا الحق عن قابلية التطبيق. فهذا تزييف للحقوق كما تقول أ.تهانى الجبالى. فالمجتمع يتطور دائما وما لا يتم تقبله الآن فى ظل عدم التوعية والأمية التى استفحلت فى ال30 سنة الماضية بالتأكيد سيتغير مع الزمن فأن امنع هذا الحق هو اقصاء لنصف المجتمع مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الحق مكفول فى الاعلان الدستورى الذى تم الاستفتاء عليه
وبالنسبة للأراء الاخرى المعارضة لليبرالية عامة فيرى البعض أن الليبرالية تعنى الحرية الكاملة مما يعنى اباحة كل شىء وأنها مطلقة لذلك هى سيئة. وقد تناسوا انه لا يوجد شىء فى المطلق ولكن هناك قواعد وقوانين وآليات تحكمها والا اصبحت فوضى ونسى ان من يضع القوانين والدساتير هم اشخاص من المجتمع الذى يتفهم طبيعة المجتمع وتدينه بالفطرة للمسلم والمسيحى.
نسوا ان الليبرالية لا تعنى عداء للدين ولا يعنى عدم تطبيق الشريعة بل معناها حرية اداء الشعائر كل حسب كل دينه وقد ابدى البعض تخوفه من انتشار الشذوذ!!!! الذى قد يباح بسبب الليبرالية وقد تناسى ان المثليين مازالوا يواجهون صعوبات فى أمريكا فان تم ايجاز زواج المثليين مثلا فى بعض الولايات فهذا يكون عن طريق مناقشة القوانين والاستفتاء عليها اى عن طريق ممثلى الشعب وفى حالتنا فسنقول مرة اخرى هناك ما يحكم المجتمع المصرى وهى الفطرة الدينية
 هناك من هاجم امريكا بشدة ويرى ان نظامها الليبرالى غير سوى بسبب العنصرية الموجودة فيه واضطهاد المسلمين لذلك الحل هو تطبيق شرع الله لان اى نظام ليبرالى غير سوى لذلك الحل هو تطبيق الشريعة.
وأريد أن أوضح اننى لست مع سياسات امريكا . لكن لماذا هذه النظرة المعادية؟ لماذا دائما نرى أن الآخر دائما ليس على حق فى بعض من آرائه؟ لماذا نرى النظم المدنية التى وضعها الغرب كلها هدامة وخاطئة؟ لماذا لا نستفيد من التجارب ونستسقى من العديد منها ما يناسبنا؟ لماذا الجمود ؟يرى البعض الحجة فى أننا نملك الشريعة المثلى فلماذا اذا التوجه للتجارب الاخرى. والرد هنا هو "انتم أعلم بشئون دنياكم" وأن السياسة هى من صميم الحياة فى المجتمع وأن فى كل العصور الاسلامية اعتقد انه لم تحدث ثورة بالمفهوم الحديث للثورات الذى منه ممكن الرجوع فقط للشريعة. حتى عصر الاسلام فى عز مجده كان هناك مخالفة لتطبيق الشريعة القرآنية عندما احتاج المجتمع لذلك. ففى عام الرمادة أوقف سيدنا عمر بن الخطاب تطبيق حد قطع اليد للسارق نظرا للجفاف الذى تفشى وعدم وجود ما يكفى المسلمين فى بيت المال .لماذا يرى البعض ان الليبرالية تساوى العداء للشريعة والدين مسيحى أو مسلم اذا؟
ما أضحكنى من بعض التعليقات ققول البعض ان تطبيق الديمقراطية كان أساسه فى الاسلام والقصد هنا المبايعة ! ثم تلى ذلك قول أن الديمقراطية لها عيوب؟ فاذا كان الدين أو الشريعة هى المثلى فى الحكم فكيف نقول أن الديمقراطية أساسها من الدين ونهاجمها. أرى ذلك تناقض غريب. فالقول ان الديمقراطية نظام غير سوى فى المطلق (وهذا ما قاله البعض) يتناسى أن مبدأ الديمقراطية مبدأ وضعه انسان الذى لا يعصم من الخطأ ولكن دائما تتواجد آليات للتصحيح اقلها تأثيرا هى تحديد مدد للرئاسة والبرلمان مثلا لتفادى الوقوع فى نفس الاخطاء.
يجب علينا مراعاة الظروف التى يواجهها الوطن وأن شكل الدولة لم يعد خلافة أو ولاية اسلامية.
هناك دولة مدنية فيها تتساوى الحقوق والواجبات، مسلم كان أو مسيحى، كلاهما يطبق عليه نظام التجنيد وكلاهما عند وقوع حرب يدافعان عن أرض الوطن ولا يعفى المسيحى من تلك المهمة بسبب ديانته لذا لا يصح ان نستمر فى استخدام مصطلح "اهل الذمة"
وبالنسبة للمرأة فلها الحق ايضا من ناحية أن هذا حق اجتماعى لشخص كامل الأهلية فى المجتمع ولا يوجد ما يعيبها. فالدولة الاسلامية شهدت حكم نسائى (شجرة الدر)
لا أريد أن أرى تشدد فى مجتمعنا وتعنت فى رؤية كل ما هو غربى أوكل ليس من أصل الشريعة فاسد.
علينا الاستفادة من التجارب والاستماع للآخر  وضع رؤية للتطبيق وعدم بناء وجهات نظر مسبقة لاقصاء بعض الانظمة السياسة ليس الا لانها لم تكن من صميم الاسلام
سوف اتقبل تطبيق نظام اسلامى محكم اذا جاءت الاغلبية بذلك وذلك لانى أؤمن بالليبرالية والديمقراطية

Wednesday, March 30, 2011

أسئلة فى الاعلان الدستورى

قام المجلس الاعلى للقوات المسلحة باصدار الاعلان الدستورى. ومن الطبيعى وجدنا ردود فعل سريعة على الفيسبوك والتويتر بالاعتراض او التصديق والموافقة الضمنية عليه.
أنا اقف الآن موقف محايد، حيث ان هناك بعض التساؤلات فى ذهنى واود ان اوضح انها ليست اعتراضات بل انها بعض الاسئلة المعلقة فى ذهنى، ارجو من يجد بعض الاجابات ان يوضح لنا الصورة:
بالنسبة للمادة الخاصة بتعيين نائب الرئيس: اما كانمن  الافضل توضيح صفته (مثلا وضع آلية لاختياره او الا يكون مرتبط بصلة قرابة للرئبس حتى درجة معينة؟) وذلك حتى لا يتم استغلال هذا المنصب من حامله او من الرئيس؟ وماهى ضوابط واسباب اعفائه من منصبه؟ ألا يجب على الأقل الزام الرئيس تحديد اختصاصات النواب واعلانها امام مجلس الشعب؟
وقد يرى البعض انه لا يمكن تغيير هذه المادة لانها قد تم الاستفتاء عليها. ولكن لقد تم وضع اختصاص الطعن فى مواد الاستفتاء فى يد المحكمة الدستورية العليا ثم اعلن المجلس على امكانية جعلها فى يد محكمة النقض. اعتقد يمكن التغيير

آلية حق الرئيس المنتخب فى تعيين نواب المجلسين:
فبالنسبة لمدة الرئاسة ومدة عمل مجلسى الشعب والشورى. فالاول الحد الادنى له 4 سنوات واقصاها 8 سنوات. والثانى 5 سنوات والثالث 6 سنوات. تعنى هذه المدد المتباينة البقاء على الاعضاء المعينين من الرئيس الحالى فى المجلسين حتى الفترة الرئاسية للرئيس المنتخب الجديد الذى يليه. كيف للرئيس الجديد ان يعين النسبة للمخصصة له؟
اما كان من الافضل وضع نظام جديد للحصانة و حالات رفعها عن مسئولى الدولة واعضاء مجلس الشعب؟ وما هى شروط مساءلاتهم؟
اما كان الافضل وضع ضوابط لاعضاء مجلس الشعب من الوزراء؟ فكيف يكون المجلس المسئول عن التشريع ومساءلة السلطة التنفيذية, يكون من اعضاءه وزراء؟
ما هى آلية و مواصفات الانتخاب او التعيين للعمال والفلاحين فى المجلسين؟الا يجب ان يتمتعوا بخبرة ومعرفة سياسية؟ واما كان الادعى وجوب(وليس اجازة كما هو  مذكور فى مادة 38) وجود اعضاء من الاقباط والنساء فى المجلس؟ وأنا لا اقصد عدد او نسبة معينة بل يجب الاتفاق على ذلك. فتشريع قوانين خاصة بالمراة أو قوانين الاحوال الشخصية الخاصة بالاقباط و منطلباتهم وحقوقهم فى المجتمع يستوجب تمثيلهم فى المجلس.
ماهية مجلس الدفاع الوطنى؟ وماهى اختصاصاته؟ ومن هم اعضائه وهل يصح ان يكونوا اعضاء فى اى مجالس اخرى؟ على حد علمى لا يوجد ما يحدده من قبل.
اختصاصات المجلس الاعلى التى ستكون اختصاصات الرئيس فى مادة 56 : التشريع أراها كلمة مطلقة. الا يمكن توضيحها؟ وبالنسبة لاختصاصاته؟ كيف ستحدد؟ وما هى اللوائح والقوانين التى ستحددها؟ وهل سنقع فى فخ دستور 71 مرة اخرى؟ علما ان هذه الاختصاصات ستستمر على الاقل لمدة 6 أشهر مدة تأسيس دستور دائم؟
وفى كل الأحوال ما هى اللوائح والقوانين المنظمة التى يتم الاشارة اليها فى المواد المختلفة ؟ هل هى القوانين المبنية على دستور 71 من قبل أمسيتم وضعها فى المرحلة القادمة؟ وكيف سيتم وضعها؟ هل ستفرض كما فرض قانون الأحزاب؟

قد يرى البعض عدم اهمية هذه الاسئلة وان هذا مجرد اعلان دستورى مؤقت وأن بعض الاسئلة ،اجابتها من البديهيات ولكن المادة 20 الخاصة ببراءة المتهم حتى تثبت ادانته تعتبر من البديهيات وقد خصصت لها مادة منفردة. أليس من الأدعى توضيح بعض البديهيات الأخرى؟
لذا أرى أن هذه أسئلة هامة. فيجب ان نعلم ان الرئيس ومجلسى الشعب والشورى سيتم انتخابهم و لن يكونوا بصفة مؤقتة  وان هذا الاعلان الدستورى سيبقى معنا حتى تأسيس دستور جديد.

اميرة عبد الباسط



Tuesday, March 22, 2011

سنة أولى ديمقراطية

هو اللى احنا عملناه السبت اللى فات ده كان ايه؟
هو احنا كنا في امتحان ثانوية عامة ولا ايه؟
الشعب كله (بلاش كله 18 مليون اللى استفتوا) كانوا متوترين ... كلهم كانو قاعدين بيذاكروا عشان امتحان الاستفتاء
وطبعا كل واحد ليه طريقة مذاكرة زى ماكلنا عارفين:
1.       اللى بداوا مذاكرة من اول يوم فى الثورة وعارفين ان هما عايزين يغيروا الدستور من اول يوم وده حلم حياتهم زى اللى اتبهدل فى علمى علوم عشانعارف انه عايز يطلع دكتور
2.       وفيه اللى كان عايز يغير الدستور بس نظرا لتغير الظروف وعدم وجود استقرار غير رايه بعد الثورة وقاللك "ماشى نعدل الدستور بس". وده زى اللى حول علمى متأدب عشان اكتشف انه مالوش فى الفيزيا وقاللك "بلاها طب سوقها واقف اصلا وانا عايز اكل عيش اشوفلى كلية قمة برده بس بلا وجع قلب وسهر وتعب" هو ذاكر برده وتعب بس مذاكرة مختلفة
3.       وفيه اللى اتفاجىء بالامتحان! وطلع الدستور يقراه قبليها باسبوع. لا اسفة، يقرا التعديلات. وبعدين يقابل حد زيى اساله هتعمل ايه؟ متنساش تقرا الدستور كله! اصل اجابة السؤال برة التعديلات اصلا!
4.       وفيه بقى النوع اللى مش بيذاكر اصلا وماشى ببركة دعا الوالدين ودول عملوا حادى بادى أو صلوا استخارة أو راح  يسمع كلمة شيخ أو قسيس يديله المفيد عشان ينجز! مهو اكيد اللى ماشى فى طريق ربنا هو اللى بينجح يعنى!
5.       وفيه بقى النوع اللى متفزلك! وانف وقاللك ان مش هشترك معاكو ومراحش اصلا وأجل دور ثانى (انتخابات برلمانية أو رئاسية) ودول بقى كانو حبة من بقية ال 45 مليون اللى مراحوش يصوتوا.
 طيب هو مين نجح بقى؟
بسرعة كده تعرف ان رقم 2 و 4 هما اللى نجحوا ودول الاغلبية. ورقم 1 حسوا ان ماحدش فاهمهم فى البلد دى. و3 من ده على ده.
وطبعا لو الاغلبية نجحت ده معناه ان الامتحان كان سهل وفى مستوى الطالب المتوسط. والحقيقة ان الامتحان ده كان اصعب امتحان مش عشان الاسئلة كانت صعبة لا عشان احنا لسة فى سنة اول ديمقراطية. واللى نجحنا اصلا رقم 2 ورقم 4! لا رقم 1 اللى تعب فى المذاكرة ولا حتى اللى فحت نفسه فى آخر اسبوع (ودول شوية قالوا نعم وشوية قالوا لا).
ماقدرش انكر انى سعيدة بالتجربة (الطابور والحبر الفسفورى وان رأيي غير راى اللى ورايا فى الطابور) بس انا شايفة اننا لسة قدامنا كتير اوى عشان ننجح على اساس علمى وعلى اساس المنطق. وده امتى يحصل؟
-          لما ننمى عندنا القدرة على التحليل والمقارنة والاختيار (وديه شوية كورسات لوحدها اصلا)
-          لما نقرأ الراى والراى الآخر وننزل فى الشارع ونروح ندوات ومحاضرات نتعلم ونعلم سياسة
-          لما ميبقاش اختيارنا فى الاجابات على اساس دينى او على اساس مادة واحدة مش موجودة فى التعديلات اصلا!
-          لما ميبقاش فيه فكر تآمرى ولما حد يسالنى انت هتقولى ايه واقوله اجابتى يقول مش مقتنع  ويروح مورينى فيديو لشيخ او قسيس عكس كلامى خبط لزق
-          لما نبص فى التاريخ ونشوف الدساتير اتغيرت ازاى فى بلاد حصلت فيها ثورات زينا
-          لما الخوف والمجهول ميبقوش سلاح للتهديد والترهيب عشان احدد اختيارى
-          لما ميبقاش اختيارنا من الاجابة هو اللى هيودينا النار او الجنة!
-          لما اصلا ببقى باختار وانا مش خايفة ومش حاسة ان اختيارى هيودى البلد فى داهية لان لو فيه اى من الاختيارين هيودى البلد فى داهية ماكناش عملنا عليه استفتاء اصلا!
-          وقبل كل  ده لما الراجل الغلبان الفقير (اللى هو 40% من المجتمع واكثر) متعلم وقادر يحصل على لقمة عيش عشان يقدر يفكر فى اللى اهم من لقمة العيش. ماحدش مخه بيشتغل عدل وهو جعان.
هتقولوا عليا متشائمة. انا مش متشائنة بس خايفة. خايفة عشات قدامنا مذاكرة كتييير اوى. وده كان امتحان سنة اولى ديمقراطية. مشينا واحدة واحدة وعدينا. بس لازم المذاكرة تكون اكثر ومختلفة عشان الامتحانات اللى جاية اصعب.